مدى انتشار مؤشرات الأمراض والاضطرابات النفسية لدى الضحايا الصامتة (المهجرون قسرياً أنموذجاً

الملخص

إن التصدي لموضوع الاضطرابات والامراض النفسية بين النساء والاطفال الذي نزحوا قسرا من مناطقهم فيه جانب كبير من الاهمية، لذا فقد حاولت البحوث النفسية والطبنفسية تقصي الاثار التي قد تخلفها تلك التجربة القاسية سواء كان ذلك من الناحية النفسية او الاجتماعية بل وحتى قضايا تخص التكيف والامراض النفسية والعقلية التي قد تصيب البعض منهم بسبب هجرة المكان الاصلي للعيش والنزوح الى اماكن اخرى، إلا أن أياً من هذه الدراسات لم تتناول بشكل مباشر موضوع وعينة البحث الحالي. لذا فهناك ندرة واضحة في عدد الدراسات التي تستكشف هذا الموضوع وخاصة لدى النساء والاطفال. هدفت الدراسة الحالية الى التعرف على نسب انتشار الخبرات الصدمية ومؤشرات الامراض والاضطرابات النفسية لدى النساء والاطفال النازحين ومن ثم علاقتها ببعض المتغيرات (مدة الاقامة في المخيم). تكون مجتمع الدراسة من العوائل التي تسكن في 4 مخيمات للنازحين في محافظة الانبار. تم اختيار عينة البحث البالغة (195) امرأة و (225) طفلاً بالطريقة العشوائية البسيطة. بعد تحليل جميع البيانات احصائيا اشارت النتائج الى ان (81.5%) من النساء و (76.4%) من الاطفال قد تعرضوا الى خبرات صادمة جراء النزوح. كما اوضحت النتائج ان جميع مؤشرات الامراض والاضطرابات النفسية تنتشر بنسب عالية لدى النساء والاطفال الا انها تختلف في درجة شدتها حيث سجل مؤشر الشعور بالحزن المستمر، اليأس، والاحساس بالعجز اعلى نسبة انتشار (95.4%) لدى النساء، تلاه مؤشر الشعور بالإحباط والاكتئاب (90.8%)، ثم مؤشر العصبية والتوتر الدائم وعدم الشعور بالراحة (87.7%)، بينما سجل مؤشر الانسحاب والانطواء (84.4%) اعلى نسبة انتشار لدى الاطفال، تلاه مؤشر الخوف المبالغ فيه (81.8%). كما بينت النتائج الى ان هناك علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة احصائية بين مدى انتشار مؤشرات الامراض والاضطرابات النفسية ومدة البقاء في المخيم لعينتي النساء والاطفال على حد سواء. اخيرا لم تتمكن الدراسة الحالية من اثبات وجود فروق ذات دلالة احصائية في مؤشرات الاضطرابات والامراض النفسية لدى الاطفال النازحين يمكن ان تعزى الى متغير الجنس