المرأة هامشاً نقد ثقافي في تاريخ التأويل الذكوري لقيمة المرأة حتى مطلع الإسلام
DOI:
https://doi.org/10.36473/ujhss.v224i1.242الكلمات المفتاحية:
المرأة، التأويل الذكوري، النقد الثقافي.الملخص
إن المقدس والجمالي هو السلاح الأمضى الذي استخدمته الثقافات لتمرير أفكارها المتعلقة بالجسد الأنثوي، فالثقافة ليست مدونة محايدة، كما انها ليست قوة غير عاقلة، إن الثقافة سلطة وقوة، فعندما لم يجد الاوائل التعليلات العلمية لما يعتري المرأة وللفوارق البايولوجية بينهم وبينها لجأوا للإحالات السحرية، والمشكلة أن هذه الاحالات وغيرها من الخبرات الثقافية الاولية شكلت انساقا غائرة في الوعي الانساني وهنا تقع معضلة المرأة، فهذه الانساق الثقافية تقف عائقا أمام كثير من الباحثين عن الحقيقة، إذ إن التفكير من درجة الصفر أمر محال، فالذات الواعية هي ذات تاريخية كما يرى غادامير، وهنا يتحتم على الباحث الثقافي ركوب السكة الزمنية التي سار عليها قطار المرأة القيمي كي يلاحظ الصورة أو الصور الأبرز التي برزت داخل إطارها المرأة؛ لذلك قسّمنا وقفاتنا مع الصور الأنثوية على أبرز المحطات، ومنها: المرأة في العراق القديم أولى حضارات الارض ومعبّد السبل الاول، الذي معه تحوّل الانسان من قيم الكهف الى قيم التمدّن، ليناقش البحث ثنائية المعبد/المبغى في تعاملها مع المرأة، لينتقل البحث بعد ذلك الى الحضارة اليونانية التي أولت الفلسفة والمعرفة العناية الكبرى وناقش كيفية ليّ النسق للفلسفات والمعارف مع ما ينسجم مع خطه الثقافي ثم انتقل الى رصد المرأة على ساحة الدين اليهودي بوصفه الوثيقة الناقلة لمعظم الانساق الكهنوتية السابقة والمؤثرة بشكل فاعل فيما بعدها من قيم التدين وقد ركز البحث في المرأة وفي طبيعة الخطاب الدوني/ الجنسي لهذه المبحوثة في هذه الوثيقة كما ميّز بين ثلاثة مستويات متشابكة وهي: الجنس، والجنسانية، والخطاب الجنسي، لمعرفة كيفية تمرير السلطة لرغباتها من خلال النصوص الجمالية/الدينية، ليتناول البحث بعد ذلك المرأة مع تطور التدين في المدونة المسيحية اذ أشر أن ثانويتها تعززت بشكل اكبر في في هذه المدونة فقد نظرت الكنيسة للمرأة بوصفها ذات وضع ثانوي ينسجم تماما مع النظام العام للكون كما ترى، ثم اختُتِم البحث برصد النسوة الكاملات اللاتي ظهرن في المتون الثقافية، ذلك الظهور الذي يعني للوهلة الأولى أن المرأة ليست هامشا، بل هي متن مؤسس كما الرجل؛ ليكتشف المخاتلة الثقافية التي تعمل على الخفض من قيمة المرأة / الواقع حتى عند ترويجها لنسوة كاملات فقد كان اكتمال النسوة المتون بسبب مغايرتهن امرأة الواقع وانسلاخهن عن أنوثتهن فكان اكتمالهن حيلة أخرى مارستها الثقافة لتنمط المرأة/ الواقع بالدونية.