الشكوى في شعر أبي إسحق الغزّي(441هـ-524هـ )
DOI:
https://doi.org/10.36473/ujhss.v58i2.865الملخص
يتمحور موضوع هذا البحث حول موضوعٍ نقديّ يُحلّل فيه مضمون)الشكوى في شعر أبي اسحق الغزيّ: دراسة موضوعية فنية( حيث أكثر الشاعر من شكوى خطوب الزمان ونوائبه، وتقلّب أحواله، وجهله بقيمة البشر؛ ليجدَ الزمان خيرَ واعظٍ له، وأسدى طريق هداية له. فثمة تعدد واضح في أغراض الشكوى في شعره؛ فتارة نجده قد شكا من الغربة، ومن البخل والفقر اللذيْن فرضتهما ظروف الحياة العامة في زمانه، وأحواله الخاصة التي عاشها. وتطرق البحث- فضلاً عما سبق- إلى شكوى أخرى متصّلة بسمات اجتماعيّة كانت قد امتازت بها الحياة الاجتماعية ؛ فقد شكا جفاء الناس، وشدة غلظتهم، وكثرة نفاقهم الاجتماعي، ثمّ شكا كساد الشعر في زمانه، وعدم تقدير السامعين له من الملوك والوزراء والحكام، فما منحوه مكانة مرموقة في مجالسهم الأدبية درجة علوّ مكانته الشعرية التي انماز بها، ولا قرّبوه في المجالس ولا في العطايا.ورصد البحث أبرز الخصائص الفنية في شعر الغزيّ، فلُحِظَ أنّه أجاد في معانيه جودة مودِّع الدّرّ في الصّدف على حدّ قوله، ولغته جزلةٌ ألفاظها، وصوره الشعرية رسمها بإبداع محكم، وتناصّه الدينيّ وافرةٌ اقتباساته من القرآن الكريم لفظاً ومعنى، واستلهامه للموروث الأدبي - من شعر السابقين- بارزةٌ آثاره الفنية الشعرية في شعره كثيرًا، وتوظيفه الأمثال الشعبية في حنايا أبياته الشعريّة توظيفًا رائقاً دلالةً وتركيبا. ولعلّ أكثر ما يميز شعره كثرة مبالغته في رسم أوصافه الشعريّة، وعقدِ تشبيهاته الفنيّة.