ظاهرةُ التورية في شعر العصر المملوكي وأثرُها في تعميق المعنى
DOI:
https://doi.org/10.36473/ujhss.v212i1.655الملخص
التورية وجهٌ من وجوه التعبير الفني التي يستعين بها الأديب في التعبير عمّا يقصد دون أن يكشف أمره ، أو يفتضح شأنه ، حينما لا يريد الإفصاح عن مقصوده ومغزاه ؛ كما تمكّنه من إخفاء المعاني التي يخشى التصريح بها ، فيورِّي بمعانٍ تُفهم من لفظ التورية ، وبهذا يد فع المحذور مع الصدق ؛ فضلاً عمّا يتصل بها من إيجاز مع ما تثيره في نفس المتلقي من تأملات ، وتدفع إليه من مقارنات لما لها من القدرة على الربط بين المعنيين والتوفيق بينهما ، فهي تنمّ بحسن اختيارها ، ولطف ابتكارها ، عن ذوق سليم ، وطبع قويم ، وأدب جمّ ، وحسن لطيف ، وفهم رقيق . وتمتلك التورية خصائص إبداعية ، بعيدة الغور لا تدرك بغير الروية والتأمل ؛ كونها تجمع بين معنيين مختلفين أحدهما بعيد ، وآخر قريب ، بما يكشف عن إيحائية في التعبير لا يحسُّ بها المتلقي إلاّ بعد جهد وكد ، وذلك عن طريق تسخير قدرة التورية الخارقة في تلوين المضمون بضلال مبتكرة ، وألوان متنوعة ، فتضفي على المعنى جمالاً ، وتزيده قوة ، لما لها من عمق التأثير ، وجمال الأسر ، وروعة الأداء .