زكاة المواشي في كتاب الخراج وصناعة الكتابة لقدامة بن جعفر
DOI:
https://doi.org/10.36473/ujhss.v221i1.429الملخص
إنَّ الزكاة على المسلمين هو من أظهر محاسن الإسلام، لكثرة فوائدها، إذ يتحقق بها دفع حاجة الفقير، وتثبيت أواصر المودة بين الغني والفقير، لأنَّ النفوس مجبولة على حبَّ منْ أحسن إليها، وتطهير النفس وتزكيتها ، والبعد بها عن خلق الشح والبخل، وغير ذلك من الفوائد الكثيرة. والزكاة حق لله تعالى لا تجوز المحاباة بها لمن لا يستحقها؛ فإنّ الباعث لنشر هذا البحث هو النصح والتذكير بفريضة الزكاة ، التي تساهل بها الكثير من المسلمين فلم يخرجوها على الوجه المشروع مع عِظم شأنها. إنّ قدامة بن جعفر تحدث عن الزكاة مباشرة ، ولم يشهد على وجوبها بآية قرآنية أو حديث نبويً ، ولعل ذلك جاء من أنّ الزكاة احد اركان الاسلام وان وجوبها اصبح من الامور البديهية لكل مسلم لا ينكرها، لم يبين لنا قدامة شروط زكاة الابل، وانما ابتدأ مباشرة في ذكر النصاب ، وان مقدار زكاة الابل اذا بلغت النصاب، بحسب ما ذكره قدامة ، يكون من غير جنسها، اذ في كلَّ خمس من الابل شاة حتى تبلغ اربع وعشرين، وبعد ذلك يكون زكاتها من جنسها، وايده في ذلك كل من أبي حنيفية ومالك، والشافعيّ، والامام احمد، وابن حزم ، وإن الامامية خالفوا ذلك، ورأوا أنَّ في الخمس والعشرين من الأبل خمس شياه.