حملة ابرهة ( اصحاب الفيل ) في القران الكريم وفي كتب التفاسير والتاريخ والسير
DOI:
https://doi.org/10.36473/ujhss.v224i2.257الكلمات المفتاحية:
حملة ابرهة , اصحاب الفيل , القران الكريم , كتب التفاسير ,كتب التاريخ والسيرالملخص
يتناول هذا البحث دراسة حملة ابرهة (أصحاب الفيل) على مكة لهدم بيت الله الحرام فيها، وماتذكره لنا كتّب التفاسير ومصادر التأريخ والسير من روايات متشابهة وأحياناً قليلة مختلفة أو منفردة في ذكر احداث وتفاصيل هذه الحملة ، وعن اسبابها ودوافعها . فبعد الاحتلال الحبشي الثاني لليمن واسقاط الدولة الحميرية في عام (525 م) وانفراد أبرهة بن صباح أبويكسوم الاشْرم في حكم اليمن، وقيامه ببناء كنيسته (القُلَّيْس) والتي تُعد من أهم أعماله في اليمن ، وقد بالغ ابرهة في الاعتناء بكنيسته هذه وتزينها وأتقانها، حتى يصرف اليها حجيج العرب للحج والمتاجرة ولينافس بذلك مكة وبيتها الحرام ، فلما رأى أنه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً ،وان العرب لاتتجه إلا الى البيت العتيق ، ورأى أهل اليمن يدعون البيت الذي بناه أبرهة ولايعتبرون حجهم مقبولاً إلا بمكة، لم يجد حاكم الحبشة على اليمن وسيلة إلا هدم بيت الله الحرام ، لذلك سار ابرهة على رأس جيش كبير من الاحباش يتقدمهم فيل ضخم يقال له (محمود)، وعندما وجهوه لدخول الحرم ربض على الارض ورفض النهوض ، حتى إذا كان الصباح نكبهم الله وأذلهم وارسل عليهم طيراً كثيرة زمراً زمراً ترميهم بحجارةٍ من سجيل فيها هلاكهم وعذابهم فجعلهم كعصفٍ مأكول ، فأصيب أكثر من في هذه الحملة وهلكَ وفرَ منْ بقيَ منهم الى اليمن ومعهم ابرهة وقد أصيب ببدنه وهلك بعد وصولهم اليمن بقليل، وحمى الله مكة وبيتها الحرام وأفشل الله أبرهة وجنده وأخزاهم ، وكان أرتداد أصحاب الفيل وما حلت بهم من نكبة قبل البعثة النبوية وكما صورها سبحانه وتعالى تصويراً بليغاً في سورة الفيل وكما جاء في كتابه ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ 1 أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ 2 وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ 3 تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ 4 فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ 5﴾ ويعد فشل حملة ابرهة على مكة من العوامل التي وطدت لمكة مركزها وهيبتها ودورها الفاعل بين قبائل شبه الجزيرة العربية واصبح تاريخ هذه الحملة في عام (570 م) أساساً للتأريخ يؤرخ به العرب احداثهم المهمة وسمي هذا العام بـ(عام الفيل) وقد جاءت روايات المفسرين والمؤرخين وأهل السير مطابقة لما جاء في القرآن الكريم ، ولتوضيح وتفسير وتفصيل ما أجمله القرآن الكريم .