الإعلام الأمني العربيّ (الواقع والتحديات)
DOI:
https://doi.org/10.36473/ujhss.v216i1.1524الملخص
عدَّ العلماء بان القرن الماضي هو قرن التقدم والحداثة والتطور العلمي والتكنولوجي، بالمقابل فهو قرن الحروب والصراعات الدولية والعقائدية بل غزو وهدم الثقافات وقصف العقول وغسلها، وقد تبنى الانسان الاسلحة الناعمة اي الإعلام والدعاية والحرب النفسية ليقوم بترويض الشعوب فبدل الدم الذي اهدرته الآلة العسكرية تمكنت اجهزة الإعلام وادواته من ترويض العقول والهيمنة على مصائر الشعوب، واستطاع من انهاء والغاء الحدود واسقاط النظم السياسية ودفن الجغرافية السياسية والسيادة الوطنية والثقافات القومية والوطنية وقد ادت التكنولوجيا العالية وتطبيقاتها العاصفة في مجال الإعلام والتطبيقات الاتصال الجماهيري الاخرى، بتحولات سياسية واجتماعية وثقافية كبيرة الى صعوبة وربما استحالة العزلة الإعلامية. ويزداد الانجذاب الى وسائل الإعلام كمصادر للمعرفة في عصرنا الذي تزداد فيه الحاجات الإعلامية للشرائح الاجتماعية المختلفة وتتنوع بسبب اهتزاز الكثير من الثوابت وعدم حسم الكثير من القضايا وعدم وجود عملية أجوبة عن كثير من الاسئلة, وأضحى الإعلام العربي في عملية المنافسة العالمية ، وحتى الاقليمية لأنه ، ولأسباب ذاتية وموضوعية ، لا يمتلك مقومات ومستلزمات التغير الكبيرة، هذا ما ادى الى عزلته عن جماهيره بعد ان انعزل عن واقعه ، وهذا ما زاد ازمته حدة وتعقيدا خصوصا التحديات الامنية التي عصفت بالمنظومة العربية ككل ...وبناء على ما تقدم يعيش الإعلام العربي الراهن واقعا مأزوما لأسباب موضوعية وذاتية دفعت باتجاه ظهور اشكالية في علاقة الإعلام العربي بمجتمعاته وتزداد هذه الاشكالية حدة وتعقيدا والتحديات الامنية وسوف نحاول في هذا البحث تحديد و ايضاح اهم الاسباب والعوامل التي اسهمت في ظهور ازمة الإعلام العربي بعامة والمتغير الامني العربي بخاصة وتفاقمها . وذلك انطلاقا من حقيقة مفادها ان اشكالية العلاقة بين منظومة الإعلام العربية والمجتمع والتحديات الامنية ليست سوى احدى مظاهر هذه الازمة وتجلياتها .