التَّعليل النَّحويُّ عند أبي إسحاق الشَّاطبيِّ (ت790هـ) في « المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية »
DOI:
https://doi.org/10.36473/ujhss.v216i1.1512الملخص
التَّعليل في البحث النَّحويِّ يتَّسق مع العِلَّة في تفسير الظَّاهرة اللُّغويَّة , والنُّفوذ إلى ما ورائها , وشرح الأسباب المقتضية لبناء الحُكْمِ النَّحويِّ , وينتظم معها في تخطِّي الحقائق اللُّغوية , وصولاً إلى المحاكمة الذِّهنيَّة الصِّرف . ولا ريب في أنَّ العلماء اختلفوا في العِلَّة النَّحويَّة, فمنهم من عدَّها أصلاً مستقلاًّ من أصول النَّحو , ومنهم من عدَّها ركناً من أركان القياس الَّذي لا يتمُّ إلَّا بها , فهي الَّتي تجمع بين المقيس والمقيس عليه, وبمقتضاها يجب للمقيس حُكْمُ المقيس عليه . ويستبين الرُّشد من القول إنَّ التَّعليل النَّحويَّ نشأ بهدف تعليميٍّ, يكمن في تعلُّم كلام العرب , وكيفيَّة نطق النُّصوص , وتحديد الوظائف النَّحويَّة , ووصف الواقع اللُّغويِّ , ثُمَّ نما, وارتقى, وأخذ ينحو منحىً قياسيًّا, يرمي إلى الرَّبط بين الظَّواهر المختلفة من طريق لحظ ما بينها من صلات , وطرد الأحكام , ثُمَّ نضج, وازدهر, وصار جدليًّا نظريًّا يهتم بضرورة منطقة الظَّواهر والقواعد والعلل جميعاً , ويرمي إلى إثبات حكمة العرب , والكشف عن صحة أغراضهم, ومقاصدهم في موضوعاتهم , وهو مع ملامحه المميزة هذه مرَّ بمراحل ارتقاء عند النُّحاة, خضع فيها لتيَّارات عقليَّة متفاوتة . وفي هذا البحث درست التَّعليل النَّحويَّ عند أبي إسحاق الشَّاطبيِّ المتوفى سنة (790) للهجرة في كتابه «المقاصد الشَّافية في شرح الخلاصة الكافية» , لِمَا رأيت أنَّه أكثر من التَّعليل عند الاستدلال , وأنَّ فيه مادَّة وافرة, تعضد في إعداد بحث علميٍّ, يرفد نظريَّة التَّعليل في الدَّرس النَّحويِّ .