المرأة في شعر الفرزدق ( قراءة تحليلية لمقدماته الشعرية )
DOI:
https://doi.org/10.36473/ujhss.v226i1.186الملخص
الفرزدق ظاهرة متفردة في الشعر العربي قلما نجد لها نظيرا ، شخصية معتدة بنفسها يلفها العنفوان والشموخ والإباء والعزة . حظيت المرأة بمكانة متميزة عنده ، فقد وظّفها في إبداعاته الشعرية ، إذ كانت مقوماً فنياً لمطلع قصائده بوصفها قيماً نصية. هذه المقدمات تخلق توازناً يدخل في صميم الصناعة الشعرية؛ لأنها أول ما تواجه القارئ ، وتصل إلى آذان السامع ، وتقع عليه عين القارئ . وهذه المقدمات على تنوعها وقصرها أحياناً بين النسيب، والأطلال، والشيب والشباب ، ووصف الطيف اتخذت من المرأة عنواناً وسبباً لها. وفي ضوء ذلك نستطيع الوقوف على العواطف الكامنة في نفس الفرزدق وملاحظة تجلياتها في رسم صورة للمرأة رمزاً لآماله وآلامه ويضع فيها كل ما يحسّه ويجيش في صدره. وبحثنا هذا هو الوقوف على الدلالة بوساطة استنطاق الدال/ النص (المقدمة) بوصفه إشارة حاضرة حتى يبوح بمدلوله/ المعنى (الغياب) بوصفه مشاراً إليه يسعى المتلقي إلى الوصول إليه. فالمقدمات الشعرية تمثّل استجابة لحاجة الفرزدق الإبداعية، فضلا عن ذلك هي اجتهاد في إقناع القارئ بصدق تجربته النفسية، تُسهم في قراءة النص واستقباله لدى قارئه، والتفاعل معه مما يدعوه للقراءة والتأمل ويطرح فيها على نفسه أسئلة تتعلق بما هو آتٍ:
هل هذا الغزل مقصودا لذاته في التغني بجمال المرأة ، أو وسيلة فنية عبر فيها عن واقع حياته؟ هل كانت المقدمات انعكاساً لشخصية الفرزدق ومتنفساً له أمام الآخر بوصفها جزءاً ذاتياً ؟ هل حقق الانسجام الموضوعي والشعوري لدى القارئ - متلقي النص - ، وإن جلّ دراستنا للمقدمات الشعرية هي ألا نقدم مطلعاً لقصيدة يُنظر إليها نظرة سطحية فحسب، إنما نتعامل مع مدلولاتها وعلاقتها بالأغراض الشعرية .