السُّلَّم النزوليّ لمفاهيم الرَّسول في المرحلة القرآنيَّة المكِّيَّة مقولات في التحليل الدلاليّ و النقد التفسيريّ
DOI:
https://doi.org/10.36473/ujhss.v226i2.79الكلمات المفتاحية:
الترتيب النزوليّ؛ التأسيس المنهجيّ؛ التفسير التنمويّ؛ المواكبة التكوينيَّة؛ السيرة النبويَّة؛ المفاهيم الرِّساليَّة؛ المحدِّدات الذاتيَّة؛ التخطيط الرِّساليّ؛ الانتظار الرِّساليّ؛ الآفاق الحركيَّة.الملخص
تقدِّم النظرة النزوليَّة لآي الخطاب القرآنيّ و سوره نظرًا تفسيريًّا نوعيًّا؛ ذلك بأنَّها تضعنا أمام الحيثيَّات القرآنيَّة التي تعاطت مع مراحل الدعوة الإسلاميَّة على نحو واقعيّ دقيق يعمِّق فحص الأدوات و المعالجات فحصًا قرآنيًّا داخليًّا يتخطَّى الفحص الخارجيّ الذي يحتمل مفارقة الإرادة القرآنيَّة. ومن ذلك ما تقدِّمه النظرة النزوليَّة في إنتاج مقولات تفسيريَّة دقيقة في إنتاج السلَّم النزوليّ الواقعيّ التراتبيّ في التعبير عن الرسالة المحمَّدية و ما يكتنفها من مفاهيم تشترك في إنتاج منظومة الفعل الرساليّ؛ لذلك يأتي الحرص على القراءة النزوليَّة للمفاهيم المرتبطة بوعي الظاهرة الرساليَّة. معنى هذا أنَّنا أمام نظرات منهجيَّة تظهر آثارها في رصد القرآنيَّة المواكبة للحدث المجتمعيّ، و القرآنيَّة المواكبة لبناء الذات الإنسانيَّة و تسجيل محطَّات تدرُّجها الكماليّ و التنمويّ، فضلًا عن أثرها في مظاهر السيرة النبويَّة و تسجيل مواقف المواكبة القرآنيَّة في هذا الميدان و الرصد القرآنيّ لحوادثها؛ فيعمد البحث إلى قراءة مجموعة من المفاهيم قراءة منهجيَّة تتطلَّع إلى التأسيس النوعيّ ذي الأهداف القرآنيَّة الكلِّيَّة التي تعمل على استلهام قيم المشروع القرآنيّ المجتمعيَّة و الفكريَّة و الدينيَّة. و تظهر في هذا السياق قراءة تحليليَّة ناقدة حرصت على توظيفها منهجيًّا بغية إنتاج مقولات تفسيريَّة كلية تؤسِّس لأدوات جديدة مؤثِّرة في الفهم القرآنيّ. و هذا ما دعا إلى ضرورة قراءة هذه المطالب في ضوء النظر التحليليّ الذي يلامس منهج التفسير القرآنيّ؛ بغية إنتاج فهم لهذه المطالب ذي أهداف تنمويَّة كبرى.
تأتي في هذا السياق ضرورة التأسيس لفهم جديد يغادر ما استقرَّت عليه المدوَّنة التفسيرية من مظاهر الترتيب المصحفيّ لسور الخطاب القرآنيّ و آيه و العدول عنه إلى الترتيب النزوليّ المستغرق في المظاهر المضمونيَّة التكوينيَّة؛ ذلك بأنَّها تعود على العمليَّة التفسيريَّة بفوائد جمَّة على المستوى المنهجيّ و المستوى المضمونيّ، و لا سيما آثارها في رصد القرآنيَّة المواكبة للحدث المجتمعيّ، و القرآنيَّة المواكبة لبناء الذات الإنسانية و تسجيل محطَّات تدرُّجها الكماليّ و التنمويّ، فضلًا عن أثرها في مظاهر السيرة النبويَّة و تسجيل مواقف المواكبة القرآنيَّة في هذا الميدان و الرصد القرآنيّ لحوادثها. يحرص البحث حرصًا بيِّنًا على متابعة مفاهيم التشكُّل الرِّساليّ المحمَّديّ و إنتاج قراءة نزوليَّة لمنظومة هذا التشكُّل و حلحلة مشكلاته العقديَّة، و إظهار آثاره الفكريَّة و الدعويَّة الفاعلة في المرحلة القرآنيَّة المكِّيَّة التي ينتهي فيها البحث بلحاظ السلَّم النزوليِّ إلى التشكُّل بمصاحبة مفاهيم: المزَّمِّل، الرَّسول، الشَّاهِد، المدَّثِّر، الصَّاحِب، اليَتِيم، العائِل، الضَّال، المُنذِر، العَبْد، النَّبيّ، الأمِّيّ، النَّذير، البَشِير؛ لتنشأ شبكة الرِّسالة في مرحلتها تلك في ضوء من هذه المفاهيم المؤسِّسة، ذات الأطر الداخليَّة المعزِّزة لمظاهر الاستعداد و البناء الذاتيّ و الآفاق الجمعيَّة الحركيَّة الخارجيَّة الدعويَّة. معنى هذا أنَّ هذه المفاهيم تمثِّل هويَّة الذات المحمَّديَّة التي يريد الخطاب القرآنيّ أن ينتجها وراء هذه الاختيارات أو السمات التعبيريَّة التي تقرأ بعمق السمات الذاتيَّة المحمَّديَّة التي تؤهِّلها أن تكون ذاتًا رساليَّة تفنى في الدعوة و الإله الحق.